سيدي محمد بن ابراهيم الشيخ التمنارتي ونبدة موجزة عن حياته
أوقفتنا كتب التراجم التي ترجمت لمحمد بن ابراهيم الشيخ التمنارتي على حقيقة تكاد لا تناقش و يتعلق الامر بانتسابه الى أبي بكر الصديق الخليفة الاول بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم و هكدا أصبحنا أمام موضوع قريب الى ما نعته محمد القبلي بالشرف الديني و الشرف السياسي و هو موضوع له وزنه في تاريخ المغرب لدى وجب علينا و نحن نتناول شخصية محمد بن ابراهيم الشيخ التمنارتي البكري النسب ان نضع موضوعنا في اطاره الصحيح متسائلين عن دور النسب الدي يحمله في تشكيل الصورة التي تكونت عنه في مجموع الكتابات التي تناولتها بالدرس و التحليل
فمن هو ادن ؟
هو محمد بن ابراهيم بن عمر بن طلحة بن محمد بن سليمان بن عبد الجبار ابن محمد ابن عبد المؤمن ابن تموت بن عيسى بن محمد بن عمر بن سيدالناس ابن القاسم ابن محمد بن عبد الواحد بن العربي بن يوسف بن الحسن بن أبي الغيث بن الحسن ابن يوسف بن محمد بن عبد الله بن محراز بن المبارك بن العربي بن المبارك بن عبد الواحد بن يزر بن الحسن بن عبد الله بن عبد الرحمان بن أبي بكر الصديق
و اشتهر بعدة ألقاب ندكر منها أبو عبد الله الجزولي التمنارتي اللكوسي البكري الشيخ العالم العلامة الفقيه الامام القدوة السني التقي الصالح الصوفي امام الطريقة القطب ويختزل كل واحد منها جانبا مهما من جوانب حياته
مولده وتشأته
ولد محمد بن ابراهيم الشيخ التمنارتي بايمي اكادير نترصوات ازاء وادي لكوسة من قبيلة أمانوز حيث يستقر أهله ولم تعلن كتب التراجم الا بالقليل من حياته من ولادته كما دهب الى دلك المختار السوسي الى غاية استقراره بتمنارت مما يجعلنا نتساءل عن علاقة التي ربطته بابيه فمن المعلوم أن أباه ابراهيم بن عمر بن طلحة اشتغل بالتدريس بقرية ادازدوت وبها دفن
و كانت بداية دراسته بين ابيه و اخوته ثم قام بعد دلك برحلة عبر بلاد جزولة طالبا للعلم و بعد عودته الى موطنه الاصلي انكب على التدريس لمدة زمنية طويلة ثم هاجر صحبة عائلته الى تمنارت و استقر بقرية أكرض بصفة نهائية وعمل كامام لاحد مساجدها موازاتا مع قيامه للتدريس و تخرج على يده عدد هام من الطلبة أبرزهم العلامة الجليل القاضي أبي زيد عبد الرحمان بن محمد احمد بن ابراهيم المغافري صاحب كتاب الفوائد الجملة باسناد علوم الامة و كان الشيخ سيدي محمد بن ابراهيم اماما في العلوم الفقهية و اللغوية زيادة على تضلعه في مبادىء الصوفية و الشريعة الاسلامية و على الغم من شهرة سيدي أحمد أموسى بسوس فان هدا الاخير لم يهتم سوى بالمعرفة الالهية الروحية عكس ما نجد عليه معاصره سيدي محمد بن ابراهيم الشيخ التمنارتي الدي أولى اهتماما واسعا للغة العربية و قواعدها و قام بشرخ مقامات الحريري لطلبته بغية جعل اللغة العربية شيئا مألوفا و عاديا لدى سكان منطقة سوس و يرى أن بدون اللغة العربية لا يمكن للعلوم الفقهية و الدينية أن تنتشر بين سكان المنطقة و قال فيه أبو زيد عبد الرحمان صاحب الفائد الجملة الفقيه الامام العلم العامل الشهير فقيه كزولة اخد عن أبي علي ابن عفثمان بن عبد الله التملي عن الامام عبد الله محمد بن الحسن أخمد بن غازي و عن الامام ابي العباس أحمد بن يحي الونشريسي وعرض عليه قضاء الجماعة بسوس و لم يقبله و كان اماما مقدما في الفقه و العربية و غيرهما و شدت اليه الرواحل لطلب العلم من جميع الاوقاف السوسية وعنه نشر جل علوم جزولة و جمع الله له بين الحقيقة و الشريعة و بنى لطلب العلم مساكن يأوون اليها و هي باقية الى الان و كان الشيخ يرفض تقبل يده و منادته بسيدي و اعتبر هده العادات من السائل المستحدثة في مجال الاخلاق وتوفى رحمه الله يوم الثلاثاء التاسع دو الحجة سنة تسع مائة وواحد وسبعين بعد وفاة الشيخ سيدي أحمد أموسى بشهرين
دوره في تتبيث سلطة السعديين بأكرض تمنارت
معلوم أن الفكر الصوفي كثيرا ما يلتقي مع لأهداف السياسية للدولة الحاكمة و يقع تحت تأثيرها و أن القسم الأوفر من الصلحاء و المتصوفة يتميعون برضى الحكام بفضل نفودهم و مكانتهم داخل مجتمعهم وغالبا ما يلعبون دور الوساطة بين الحكام و بقية المجتمع وعن طريق هؤلاء تمكن الكثير من السلاطين من بسط سيطرتهم على المناطق التي استعصى اخضاعها و لتوضيح هده الفكرة سوف نتعرض للدور الدي قام به الشيخ سيدي محمد بن ابراهيم التمنارتي في تسهيل مأمورية الملوك السعديين في بسط نفودهم على منطقة تمنارت و المناطق المجاورة لها فعلى اثر اشتداد الوباء بتدسي رحل الملك السعدي مولاي أحمد الاعرج الى تمدولت سنة تسع مائة و اثنان و ثلاثين هجرية لـلاشراف على استغلال مناجم النحاس والفضة و الرصاص التي تزخر به المنطقة والتي اكتشفها الشيخ سيدي محمد بن ابراهيم فيي جبل تمزر الدي يسيح فيه كلما توفر لديه الوقت لدلك وكان لهدا الاخير دراية في مجال ما يوجد في باطن الارض و بعد مكوت السلطان السعدي بهده المنطقة قامت القبائل المحلية بمحاصرة تمدولت بواسطة جيوش كثيرة وظهر للسلطان السعدي أن عدد جيوشه لن تقف في وجه هده القبائل مما دفعه الى الاستنجاد بالشيخ سيدي محمد ابراهيم الشيخ التمنارتي الدي تمكن من اقناع هده المناطق للدخول في طاعة الملك السعدي وسارعت هده القبائل الى تقديم الهدايا للسلطان فان كانت هده الحادثة تدل على شي فانما تدل على مكانة الشيخ التمنارتي لدى هده القبائل من الناحية الدينية و الساسية و كان الشيخ سيدي محمد بن ابراهيم الشيخ شديد الحرص على طاعة أولي الامر وكثيرا يحث الناس على طاعة أوامر الملوك السعديين واعتبر دلك واجبا على المسلمين كما حرص على عدم ايواء مرتكبي جرائم القتل و العبيد الفارين من أسيادهم و الهاربين من قبضة السلطان في المساجد التي بناها خصيصا لطلبته
و قد قال صاحب الفوائد الجمة في هدا الصدد أوصى الشيخ أبناؤوه أن لايأووا ثلاثة قاتل النفس و العبد الابق و الهارب من السلطات قائلا ان ايواؤهم من الفساد في الارض و في اطار سياسة الغالب بالله الدي ترمي الى الحفاض عن استقلال المغرب و مواجهة الخطر العثماني و الاوروبي قام هدا الاخير بتنظيم حملة عسكرية تحت قيادة ابنه محمد وصهره القائد عبد الرحمان بن تودة قصد القيام بمحاصرة البريجة وقد تم استدعاء الشيخ سيدي محمد بن ابراهيم قبل وفاته بسنة واحدة و بالضبط في سنة الف وخمسمائة و اثنان وستون للمشاركة في محاصرة البريجة وقد لبى الشيخ هده الدعوة بدون تردد و رافقه عددهام من الجيوش الجزولية و أصحابه وعدد من الفقراء وبعد فشل هده المهمة عاد الشيخ الى تمنارت منهكا بمتاعب الطريق و حمل مسؤولية فشل حصار البريجة للسلطان وكان الغالب بالله قد استعمل محاصرة البريجة كورقة سياسية في اطار مخططه الدي يرمي الى استغلال الاوروبيين في صراعه مع العثمانيين كما يمكن اعتبار عملية البريجة بمتابة حيلة لارضاء المجاهدين و المتصوفة الدين اتهمونه بالتواطؤ مع الاوروبيين و الخيانة كل هده العوامل جعلت .الشيخ غير نادم على فشل هدا الحصار
و في عهد السلطان أحمد المنصور الدهبي أصبحت منطقة سوس مصدراهاما من الناحية الاقتصادية لتواجدها على ممر القوافل التجارية الاتية من الجنوب زيادة على توفرها على معاصر السكر علما بأهمية السكر خلال هده الفترة في اطار المبادلات التجارية مع الاجانب و في اطار رحلة السلطان أحمد لمنصور الدهبي الى الاطلس الصغير دكر صاحب مؤلف ديوان قبائل سوس ابراهيم بن علي بن عبد الله الحساني في مؤلفه أن السلطان أحمد المنصور نزل بتمنارت مع خلفائه و كلف أهل المنطقة بتقديم المؤونة الـلازمة للجيوش السلطانية حتى تقوم من هده المنطقة و يضيف صاحب ديوان قبائل سوس أنه شارك في رحلة السلطان سنة أف و خمسمائة و ثمانين ميلادية كملازم لهدا الاخير وقد جاء في جزء ملحق لمدكرة ملازم السلطان ان أحمد المنصور وصل حتى قرية أكرض وتكاوست و من المعلوم أن جميع المؤلفات التاريخية و حوليات سوس بما فيها تاريخ الدولة السعدية لـلافراني و الوثائق الاوروبية لم تنشر بتمنارت لوصول المنصور لهده الاقاليم الجنوبية ومما يعزز موقف الشك في صحة هده الرواية هو ان هده الحملة وقعت في الفترة الممتدة بين أواسط أبريل حتى أواسط غشت و نعلم ان عدد المشاركين في هده الرحلة يتعدى خمسة و عشرون الف ثم كون الاطلس الصغير من حيث حجم طاقاته المائية بعيد كل البعد عن تلبية و سد حاجيات هدا العدد الهائل ما بالك بدوابهم ثم لاننسى أن مناخ المنطقة خلال هده الفترة سوف لن يساعد على تحقيق هدا الانجاز الهائل كما بينت لنا دلك تجارب سابقة و خلاصة القول أن ملازم السلطان على تمجيد أحمد المنصور الدهبي على قدر استطاعته وهدا لايعني ان هده الرواية خالية تماما من أية حقيقة تاريخية بل هناك نسبة من الحقيقية أما الباقي فيمكن ادخاله ضمن انتاج مخية الؤلف
ان ما يميز تاريخ منطقة سوس خلال فترة ظهور العلويين على مسرح لـلاحداث هو الوجود القوي للدولة الاليغية التي تزعمها أبي حسون السملالي الملقب ببودميعة والدي تمكن من بسط نفوده على مناطق شاسعة فاتسعت بدلك الامارة السملالية جغرافيا و اقتصاديا و ساد فيها الامن و ازدهرت التجارة و تطورت المعاملات سواء مع الاهالي أو مع الاوروبيين الا أن بؤرة التوثر التي شغلت بال بودميعة تتمثل في الاسرة العلوية التي تكون عداوة شديدة لأهل تزروالت وكانت منطقة تمنارت في هده الفترة تابعة للدولة الاليغية مما جعل الملوك العلويين يتربصون بها و ينظرون اليها نظرة عدوانية خاصة في قترة الحكم الملى الرشيد و الملى اسماعيل وفي هده الفترة بالضبط نشب نزاع دموي بتمنارت بين القواد التمنارتيين و أحفاد الشيخ سيدي محمد بن ابراهيم ويرجع سبب هدا النزاع أو الصراع الى الى رغبة القائد محمد بن عبد الله الدي أتى في المرتبة الخامسة من سلسلة نسب القائد الحاج أحمد التمنارتي في الدخول في ايالة مولاي اسماعيل بعد ان كان ضمن أهم أركان دولة أبي حسون السملالي الاليغية
فمن هو ادن ؟
هو محمد بن ابراهيم بن عمر بن طلحة بن محمد بن سليمان بن عبد الجبار ابن محمد ابن عبد المؤمن ابن تموت بن عيسى بن محمد بن عمر بن سيدالناس ابن القاسم ابن محمد بن عبد الواحد بن العربي بن يوسف بن الحسن بن أبي الغيث بن الحسن ابن يوسف بن محمد بن عبد الله بن محراز بن المبارك بن العربي بن المبارك بن عبد الواحد بن يزر بن الحسن بن عبد الله بن عبد الرحمان بن أبي بكر الصديق
و اشتهر بعدة ألقاب ندكر منها أبو عبد الله الجزولي التمنارتي اللكوسي البكري الشيخ العالم العلامة الفقيه الامام القدوة السني التقي الصالح الصوفي امام الطريقة القطب ويختزل كل واحد منها جانبا مهما من جوانب حياته
مولده وتشأته
ولد محمد بن ابراهيم الشيخ التمنارتي بايمي اكادير نترصوات ازاء وادي لكوسة من قبيلة أمانوز حيث يستقر أهله ولم تعلن كتب التراجم الا بالقليل من حياته من ولادته كما دهب الى دلك المختار السوسي الى غاية استقراره بتمنارت مما يجعلنا نتساءل عن علاقة التي ربطته بابيه فمن المعلوم أن أباه ابراهيم بن عمر بن طلحة اشتغل بالتدريس بقرية ادازدوت وبها دفن
و كانت بداية دراسته بين ابيه و اخوته ثم قام بعد دلك برحلة عبر بلاد جزولة طالبا للعلم و بعد عودته الى موطنه الاصلي انكب على التدريس لمدة زمنية طويلة ثم هاجر صحبة عائلته الى تمنارت و استقر بقرية أكرض بصفة نهائية وعمل كامام لاحد مساجدها موازاتا مع قيامه للتدريس و تخرج على يده عدد هام من الطلبة أبرزهم العلامة الجليل القاضي أبي زيد عبد الرحمان بن محمد احمد بن ابراهيم المغافري صاحب كتاب الفوائد الجملة باسناد علوم الامة و كان الشيخ سيدي محمد بن ابراهيم اماما في العلوم الفقهية و اللغوية زيادة على تضلعه في مبادىء الصوفية و الشريعة الاسلامية و على الغم من شهرة سيدي أحمد أموسى بسوس فان هدا الاخير لم يهتم سوى بالمعرفة الالهية الروحية عكس ما نجد عليه معاصره سيدي محمد بن ابراهيم الشيخ التمنارتي الدي أولى اهتماما واسعا للغة العربية و قواعدها و قام بشرخ مقامات الحريري لطلبته بغية جعل اللغة العربية شيئا مألوفا و عاديا لدى سكان منطقة سوس و يرى أن بدون اللغة العربية لا يمكن للعلوم الفقهية و الدينية أن تنتشر بين سكان المنطقة و قال فيه أبو زيد عبد الرحمان صاحب الفائد الجملة الفقيه الامام العلم العامل الشهير فقيه كزولة اخد عن أبي علي ابن عفثمان بن عبد الله التملي عن الامام عبد الله محمد بن الحسن أخمد بن غازي و عن الامام ابي العباس أحمد بن يحي الونشريسي وعرض عليه قضاء الجماعة بسوس و لم يقبله و كان اماما مقدما في الفقه و العربية و غيرهما و شدت اليه الرواحل لطلب العلم من جميع الاوقاف السوسية وعنه نشر جل علوم جزولة و جمع الله له بين الحقيقة و الشريعة و بنى لطلب العلم مساكن يأوون اليها و هي باقية الى الان و كان الشيخ يرفض تقبل يده و منادته بسيدي و اعتبر هده العادات من السائل المستحدثة في مجال الاخلاق وتوفى رحمه الله يوم الثلاثاء التاسع دو الحجة سنة تسع مائة وواحد وسبعين بعد وفاة الشيخ سيدي أحمد أموسى بشهرين
دوره في تتبيث سلطة السعديين بأكرض تمنارت
معلوم أن الفكر الصوفي كثيرا ما يلتقي مع لأهداف السياسية للدولة الحاكمة و يقع تحت تأثيرها و أن القسم الأوفر من الصلحاء و المتصوفة يتميعون برضى الحكام بفضل نفودهم و مكانتهم داخل مجتمعهم وغالبا ما يلعبون دور الوساطة بين الحكام و بقية المجتمع وعن طريق هؤلاء تمكن الكثير من السلاطين من بسط سيطرتهم على المناطق التي استعصى اخضاعها و لتوضيح هده الفكرة سوف نتعرض للدور الدي قام به الشيخ سيدي محمد بن ابراهيم التمنارتي في تسهيل مأمورية الملوك السعديين في بسط نفودهم على منطقة تمنارت و المناطق المجاورة لها فعلى اثر اشتداد الوباء بتدسي رحل الملك السعدي مولاي أحمد الاعرج الى تمدولت سنة تسع مائة و اثنان و ثلاثين هجرية لـلاشراف على استغلال مناجم النحاس والفضة و الرصاص التي تزخر به المنطقة والتي اكتشفها الشيخ سيدي محمد بن ابراهيم فيي جبل تمزر الدي يسيح فيه كلما توفر لديه الوقت لدلك وكان لهدا الاخير دراية في مجال ما يوجد في باطن الارض و بعد مكوت السلطان السعدي بهده المنطقة قامت القبائل المحلية بمحاصرة تمدولت بواسطة جيوش كثيرة وظهر للسلطان السعدي أن عدد جيوشه لن تقف في وجه هده القبائل مما دفعه الى الاستنجاد بالشيخ سيدي محمد ابراهيم الشيخ التمنارتي الدي تمكن من اقناع هده المناطق للدخول في طاعة الملك السعدي وسارعت هده القبائل الى تقديم الهدايا للسلطان فان كانت هده الحادثة تدل على شي فانما تدل على مكانة الشيخ التمنارتي لدى هده القبائل من الناحية الدينية و الساسية و كان الشيخ سيدي محمد بن ابراهيم الشيخ شديد الحرص على طاعة أولي الامر وكثيرا يحث الناس على طاعة أوامر الملوك السعديين واعتبر دلك واجبا على المسلمين كما حرص على عدم ايواء مرتكبي جرائم القتل و العبيد الفارين من أسيادهم و الهاربين من قبضة السلطان في المساجد التي بناها خصيصا لطلبته
و قد قال صاحب الفوائد الجمة في هدا الصدد أوصى الشيخ أبناؤوه أن لايأووا ثلاثة قاتل النفس و العبد الابق و الهارب من السلطات قائلا ان ايواؤهم من الفساد في الارض و في اطار سياسة الغالب بالله الدي ترمي الى الحفاض عن استقلال المغرب و مواجهة الخطر العثماني و الاوروبي قام هدا الاخير بتنظيم حملة عسكرية تحت قيادة ابنه محمد وصهره القائد عبد الرحمان بن تودة قصد القيام بمحاصرة البريجة وقد تم استدعاء الشيخ سيدي محمد بن ابراهيم قبل وفاته بسنة واحدة و بالضبط في سنة الف وخمسمائة و اثنان وستون للمشاركة في محاصرة البريجة وقد لبى الشيخ هده الدعوة بدون تردد و رافقه عددهام من الجيوش الجزولية و أصحابه وعدد من الفقراء وبعد فشل هده المهمة عاد الشيخ الى تمنارت منهكا بمتاعب الطريق و حمل مسؤولية فشل حصار البريجة للسلطان وكان الغالب بالله قد استعمل محاصرة البريجة كورقة سياسية في اطار مخططه الدي يرمي الى استغلال الاوروبيين في صراعه مع العثمانيين كما يمكن اعتبار عملية البريجة بمتابة حيلة لارضاء المجاهدين و المتصوفة الدين اتهمونه بالتواطؤ مع الاوروبيين و الخيانة كل هده العوامل جعلت .الشيخ غير نادم على فشل هدا الحصار
و في عهد السلطان أحمد المنصور الدهبي أصبحت منطقة سوس مصدراهاما من الناحية الاقتصادية لتواجدها على ممر القوافل التجارية الاتية من الجنوب زيادة على توفرها على معاصر السكر علما بأهمية السكر خلال هده الفترة في اطار المبادلات التجارية مع الاجانب و في اطار رحلة السلطان أحمد لمنصور الدهبي الى الاطلس الصغير دكر صاحب مؤلف ديوان قبائل سوس ابراهيم بن علي بن عبد الله الحساني في مؤلفه أن السلطان أحمد المنصور نزل بتمنارت مع خلفائه و كلف أهل المنطقة بتقديم المؤونة الـلازمة للجيوش السلطانية حتى تقوم من هده المنطقة و يضيف صاحب ديوان قبائل سوس أنه شارك في رحلة السلطان سنة أف و خمسمائة و ثمانين ميلادية كملازم لهدا الاخير وقد جاء في جزء ملحق لمدكرة ملازم السلطان ان أحمد المنصور وصل حتى قرية أكرض وتكاوست و من المعلوم أن جميع المؤلفات التاريخية و حوليات سوس بما فيها تاريخ الدولة السعدية لـلافراني و الوثائق الاوروبية لم تنشر بتمنارت لوصول المنصور لهده الاقاليم الجنوبية ومما يعزز موقف الشك في صحة هده الرواية هو ان هده الحملة وقعت في الفترة الممتدة بين أواسط أبريل حتى أواسط غشت و نعلم ان عدد المشاركين في هده الرحلة يتعدى خمسة و عشرون الف ثم كون الاطلس الصغير من حيث حجم طاقاته المائية بعيد كل البعد عن تلبية و سد حاجيات هدا العدد الهائل ما بالك بدوابهم ثم لاننسى أن مناخ المنطقة خلال هده الفترة سوف لن يساعد على تحقيق هدا الانجاز الهائل كما بينت لنا دلك تجارب سابقة و خلاصة القول أن ملازم السلطان على تمجيد أحمد المنصور الدهبي على قدر استطاعته وهدا لايعني ان هده الرواية خالية تماما من أية حقيقة تاريخية بل هناك نسبة من الحقيقية أما الباقي فيمكن ادخاله ضمن انتاج مخية الؤلف
ان ما يميز تاريخ منطقة سوس خلال فترة ظهور العلويين على مسرح لـلاحداث هو الوجود القوي للدولة الاليغية التي تزعمها أبي حسون السملالي الملقب ببودميعة والدي تمكن من بسط نفوده على مناطق شاسعة فاتسعت بدلك الامارة السملالية جغرافيا و اقتصاديا و ساد فيها الامن و ازدهرت التجارة و تطورت المعاملات سواء مع الاهالي أو مع الاوروبيين الا أن بؤرة التوثر التي شغلت بال بودميعة تتمثل في الاسرة العلوية التي تكون عداوة شديدة لأهل تزروالت وكانت منطقة تمنارت في هده الفترة تابعة للدولة الاليغية مما جعل الملوك العلويين يتربصون بها و ينظرون اليها نظرة عدوانية خاصة في قترة الحكم الملى الرشيد و الملى اسماعيل وفي هده الفترة بالضبط نشب نزاع دموي بتمنارت بين القواد التمنارتيين و أحفاد الشيخ سيدي محمد بن ابراهيم ويرجع سبب هدا النزاع أو الصراع الى الى رغبة القائد محمد بن عبد الله الدي أتى في المرتبة الخامسة من سلسلة نسب القائد الحاج أحمد التمنارتي في الدخول في ايالة مولاي اسماعيل بعد ان كان ضمن أهم أركان دولة أبي حسون السملالي الاليغية